أعمال رمضان كشفت الأعمار الحقيقية لنجمات السينما
نجوم ونجمات التمثيل يتحدون الزمن بعمليات التجميل وصباغة الشعر, ويصرون علي تقديم ادوار الصبايا وشباب الخريجين والحبيبة, وهو ما يثير ضحك الجمهور احيانا وحنقهم في احيان اخري, حيث عادت هذه الظاهرة بقوة في الاعمال الدرامية في رمضان هذا العام, حيث شاهدنا ليلي علوي والهام شاهين ونبيلة عبيد, ومعظم النجمات في ادوار لاتتناسب مع اعمارهن الحقيقية.. وما يرفضه الكثيرون, في حين يري البعض الآخر ان ممثلين عالميين تقمصوا تلك الادار ونجحت اعمالهم بجدارة.. فهل يؤثر ذلك علي اقتناع المشاهد بالعمل الفني, ولماذا يسند المخرجون هذه الادوار لهؤلاء النجوم.. هل هو التسويق ام الاعلانات ام اسباب اخري؟
في البداية تري النجمة سمية الخشاب انه لو ادي كل فنان ادوارا لشخصيات مناسبة لسنه, فان ذلك يزيد من قيمته الفنية, حيث ان لكل سن شكله وموضوعاته ومشاكله الحيوية.. أما ان يتحدي الفنان الزمن ويحاول الخروج عن المعقول بادائه لادوار لا تتناسب مع عمره الحقيقي فانه قد يقع ويخسر جمهوره الذي لن يدعمه بعد ان فقد المصداقية تجاهه.. واضافت: أنا لو عملت دور طالبة في ثانوي اضحك الناس علي ماحدش هايصدقني.. لان الجمهور قاسي وما بيجاملش ولازم اقنعه عشان يشوفني. كما وصفت سمية الخشاب علاقة النجم بجمهوره بانها مثل الانتخابات أو البورصة.. فكلما نجح الفنان في كسب ثقة جمهوره وزادت قيمته لديهم, دعموه باصواتهم وارتفعت بهم اسهمه.. أما ان يستخف الفنان بعقول جماهيره.. فسيفقد ثقتهم ويخسر جماهيريتهم لانه لم يصدق نفسه منذ البداية, ولم يختر الورق ولا الدور المناسبين, ولم يحترم المشاهد الذي زاد وعيه بشكل لايترك مجالا لخداعه.
وقالت انه من المقبول احيانا ان يؤدي الفنان مرحلة عمرية لاتتوافق مع سنه الحقيقية في بعض مشاهد( الفلاش باك).. او مع امكانية اخفاء الفارق العمري بين الفنان والشخصية إما بالماكياج وإما باسلوب فني من المخرج وإما أن يكون عمر الفنان الحقيقي غير ظاهر عليه مع مراعاة ان يحترم الفنان سنه في المقام الاول, والا يخضع لاي ضغوط. من جانبه قال الناقد والسيناريست رفيق الصبان ان الفنان الذي لايحترم سنه ويوافق علي القيام بمثل هذ الادوار يحاول ان يلتصق بالماضي المفعم بالحيوية والشباب.. فيصبغ شعره, ويلبس الباروكه ليستعيد الزمن الذي فقده معترضا علي الواقع الذي سرق منه اجمل ايام العمر فنجده يخوض حربا فنية ضد النجوم الشباب يتقمص ادوارهم في محاولة منه لاستعادة الاضواء.
أما الفنان هشام عبد الحميد فيقول: إن هناك نجوما عالميين قاموا بادوار تاريخية لشخصيات ذات طبيعة عمرية اقل منهم سنا, ومنهم نجمة بحجم( سارا بيرنارد) التي قدمت دورا لاينسي بادائها لشخصية( جولييت) في المسرحية الشهيرةالتي قدمت في اربعينات القرن الماضي, وكانت وقتها قد تخطت الخمسين من عمرها, وكذلك الممثل العالمي( سير لورانس أوليفييه) الذي قام بدور البطولة في واحدة من أهم المسرحيات الشكسيبرية وهي مسرحية هاملت وهو في الستين من عمره. وبالرغم من ذلك لم نسمع احدا يرفع صوته بانتقادهم. واكد هشام عبدالحميد ان المعيار الحقيقي للحكم علي مدي نجاح الممثل في اداء دور ما هو مدي قدرته علي اقناع المشاهد بقدرته علي تقمص الشخصية. من جانبه اكد المخرج مجدي احمد علي رفضه التام لهذه الظاهرة, وقال: عندمنا تؤدي نجمة في الخمسين دور فتاة في العشرينات تحب زميلها في الجامعة, أو حتي عندما يؤدي النجوم الشباب ادوارا لشخصيات تفوقهم سنا بشكل واضح. فاننا نجد انفسنا امام كارثة فنية المتسبب الأول فيها هو المخرج الذي لم يحترم الفنان عندما يكلفه بدور لايناسبه من قريب أو بعيد..
ثم إن الفنان الذي يقبل باداء مثل تلك الادوار يكون مخطئا عندما يتصور ان يتقبله الجمهور ويصدقه أو أن الماكياج قد يعيد ما فاته من العمر الذي ذهب مع السنين.
المصدر : الاهرام المسائى